: อิมาม โคมัยนีย์ : ¨ط´آ×¹حشءزءâ¤ءرآ¹صآى - مهزلة الرهائن

مشر� المو�ع

11/8/1425

ل¹ذ¹س¼ظéح×è¹

¾شء¾ى؛·¤ازء¹صé


مهزلة الرهائن

مهزلة الرهائن

ي�ول الدكتور الشيعى موسى الموسوى �ى كتابه الثورة البائسة :

 مهزلة الرهائن

 

®  الخميني وراء التخطيط .

®  الطلاب الشيوعيين والتابعين (للامام ) وراء التن�يذ .

®  الخسائر العظيمة لم ت�در بثمن .

®  الخميني يو�ع وثي�ة الاستسلام .

®  الرابع والخاسر �ي الميزان  

 (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ �َأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِ�ْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ �َوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6))مهزلة الرهائن

بعد مهزلة الرهائن بثلاثة اشهر جمع الخميني جمعا من مرتز�ته وخطب �يهم خطابا جاء �يه هذه الجملة " ان هذه الثورة الثانية – ( أي اخذ الدبلوماسيين الامريكان كرهينة – حتى يعيد الامريكان الشاه وامواله إلى ايران ) ، اهم بكثير من الثورة الاولى التي ادت إلى ت�ير النظام " ، اما المرتز�ة الذين كانوا من حوله �كانوا يحركون رؤوسهم تصدي�ا ل�وله وي�ولون بلى بلى ، واما الطب�ة الواعية من ابناء الشعب �كانت تبكي وتضحك لما وصلت اليه امور البلاد . اما كي� بدأت تلك المهزلة المثيرة للسخرية ؟ ��د �يل �يها الكثير وال�ت عنها الكتب ومئات الم�الات تصدرت الصح� العالمية بشأنها ، ولا اريد ان اكرر هنا ما �اله الآخرون �أنا لا أؤرخ المهزلة تلك وانما ابين هنا رأيي و�ناعتي الخاصة حسب المعلومات التي تو�رت لدي عندما عاصرت الازمة �ي طهران ، وما سمعته من الخميني عندما كان �ي باريس حول اسرة الشاه المتواجدين آنذاك �ي امريكا .

انا شخصيا لا اشك ان الخميني بشخصه كان وراء مهزلة الرهائن ، وهو الذي اوصى بتن�يذها إلى الطلبة عن طري� ابنه احمد ، وهنا اسجل ما سمعته من الخميني عندما كان �ي باريس لاعطاء صورة عن المنحنى ال�كري للرجل ، مضا�ا اليها عوامل ن�سية وسياسية اجتمعت كلها �خل�ت مشكلة باسم الرهائن نتجت عنها خسارة ا�تصادية لايران ببلايين الدولارات وخسارة معنوية لات�در بثمن .

�ي احدى المرات التي الت�يت بالخميني �ي باريس ولعلها كانت آخر مرة الت�ي به هناك �ال لي " ان الصح� كتبت خبر وصول اسرة الشاه إلى امريكا ، وكم يكون حسنا وياليت لو اخذوا هناك كرهائن ولم ي�رج عنهم الا بعد ان تسترد منهم الاموال التي نهبوها من الشعب " ، نظرت إلى الرجل باستعجاب و�لت له " كي� يمكن ان يحدث مثل هذا ؟ وكي� يمكن ال�يام بهذه الم�امرة ؟ �م�امرة اخذ الرهائن م�امرة �اشلة ، ثم اض�ت ان الاموال التي خرجت من ايران لن تعود اليها ، حتى الحصول عليها عن طري� ال�ضاء امر صعب المنال " .

�ال لي " اخرجوا معهم اموالا كثيرة ومبال� عظيمة ، وكرر جملة مبال� عظيمة عدة مرات " ، وانتهى الحديث إلى هذا الحد لانني لم اعل� عليه اكثر مما �لت ، ��د رأيت ان ما ي�وله نوع من الهذيان ولايلي� بعا�ل ان يضيع و�ته �يه ، ولكن لم يخطر ببالي �ي تلك الليلة ان ال�در �د خبأ للرجل دورا بارزا وعظيما �ي مهزلة تكون حديث العالم وتش�ل المجتمع البشري لشهور طوال ، وتسبب �ي س�وط رئيس الولايات المتحدة الامريكية �ي الانتخابات .

�لنعد إلى الاسباب الح�ي�ية التي ادت إلى مهزلة الرهائن ، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان موضوع اخذ الرهينة كوسيلة انت�امية ، او كوسيلة لاعادة الاموال والاشخاص ، كان من المواضيع التي تش�ل بال الخميني �بل ان يستلم السلطة ، ثم اض�نا إلى هذا  الانحدار ال�كري لدى الرجل والذي اشرنا اليه �ي مكان آخر من هذا الكتاب ، هو ان الخميني يحب ن�سه وسمعته ون�اء صورته اكثر من أي شيء آخر �ي هذه الدنيا ، و�د سب� وان خاطب الشعب الايراني بعد نجاح الثورة ب�وله : " انه سيعيد الشاه إلى ايران لمحاكمته " ، �لو صد� هذا الوعيد واعيد الشاه ح�ا إلى ايران ، لكان الخميني يصل إلى مصا� الاولياء يعزى اليه علم ال�يب والمعاجز ، الامر الذي كان يخدم الخميني ومآربه �ي تحريك الشعب حسب هواه وارادته ، و�ي هذا الو�ت حدث ما لم يكن بالحسبان ، ��د وصل الشاه من المكسيك إلى الولايات المتحدة الامريكية للعلاج ، والخميني الذي كان يسيء الظن بكل شيء وبكل احد ، زعم ان وجود الشاه �ي امريكا انما هو مؤامرة للاطاحة به وكان لا بد من عمل حاد لردع الامريكان من مو��هم العدائي ، ومع ان العلا�ات الايرانية الامريكية إلى ما�بل مهزلة الرهائن كانت ودية وكان وزراء من اعضاء الحكومة البارزين يحملون الجنسية الامريكية ، هما اليزدي وامير انتظام ود. جمران ، ثم كانت الات�ا�يات الا�تصادية والعسكرية الايرانية الامريكية التي ع�دت �ي عهد الشاه والتي بل�ت الملايين كانت ولازالت �ائمة ب�وتها �ي العهد الجديد ، اذن كانت الصدمة �وية على الخميني الذي اعطى هذه الامتيازات للامريكان وهو يرى تلك الدولة تستضي� الشاه وتتعاون معه لت�ويض حكمه ونظامه حسب زعمه . ودخل عنصر جديد �ي الميدان وهو الطلاب الشيوعيين (حزب تودة ) الذين كانوا ينتظرون ال�رصة المواتية لل�يام بعمل ي�رح موسكو وي�ضي على الن�وذ الامريكي �ي ايران . والمطلعون على المنحنى ال�كري لمرشد الثورة الايرانية والاضطراب الذي يسوده ، ومن ثم النتائج الم�لوطة التي يستنتجها هو من معادلاته ال�لس�ية مضا�ا اليها روحه الشريرة التي لاتريد الهدوء والاست�رار لايران لأنه يرى ان الشعب سينصر� إلى اعماله وبناء ن�سه اذا لم يخل� له مشكلة تصر�ه عن واجباته وبذلك يصبح هو كمرشد للثورة مهمل الذكر نسيا منسيا ، الامر الذي يكون �يه نهايته وهو لن يسمح بذلك ما دام على �يد الحياة ، �خل� حالة من الهياج العام تحيي من جديد ذكره وتل�ي عليه الاضواء ، وتجدد تماسك الناس حوله كان ضروريا �ي ت�ديره .

و�د استخلص الخميني من معادلاته الرياضية انه اذا �ام بعمل عدائي حاد للامريكان مهما كات نتيجته �انه سيكون جوابا رادعا لاولئك الذين يتهمونه بالتعاون مع الامريكان ، وهنا لابد من صريح ال�ول ان كثيرا من الطب�ة الواعية من ابناء الشعب الايراني �بل مهزلة الرهائن كانوا يعت�دون ان سياسة الخميني نحو الامريكان امتداد لسياسة الشاه وكانوا يستشهدون بالوزراء الامريكيين �ي الدولة وعدم ال�اء الات�ا�يات الا�تصادية والعسكرية بين البلدين ، كما ان بعض الصح� المعارضة كانت تشير إلى هذا الموضوع بصراحة كما �لنا �ي مكان آخر من هذا الكتاب ، وحانت اللحظة المناسبة ،

1.   ليدا�ع الخميني عن شر�ه و�داسته امام الشعب الايراني باتخاذ مو�� عدائي حاد ضد الامريكان يثبت �يه انه عدوهم اللدود وليس متعاونا وصدي�ا معهم .

2.  لير�م الامريكان على ابعاد الشاه من اراضيها واتخاذ مو�� الحياد من الجمهورية الاسلامية ال�تية .

3.  او تسليم الشاه إلى ايران وبذلك يصد� وعده الذي يضي� له �داسة.

4.  او استرداد الاموال التي اودعها الشاه �ي البنوك الامريكية هو تتجاوز الآلا� من الملايين .

5.  او تسليمه إلى ايران مع الاموال التي اخرجها من البلاد ، وبذلك يكون النصر المبين له ولدولته .

6.  خل� جو من الهياج العام يش�ل الناس به عن مشاكلهم الداخلية العظيمة التي كادت تعص� بالنظام الجديد بذريعة محاربة امريكا .

7.  توحيد ص�و� الشعب المتشتتة تحت لواء محاربة امريكا الشيطان الاكبر ، ويطول بذلك امد الحكومة الخمينية إلى ان يجد ذريعة اخرى لاش�ال الناس من جديد .

 

اما الاستيلاء على الس�ارة الامريكية واحتجاز موظ�يها �لم يكن امرا صعبا بالنسبة لدولة تملك من الامكانيات الكثير الكثير . ل�د صدرت الاوامر من الخميني عبر ابنه احمد إلى الطلبة الموالين لخميني باحتلال الس�ارة واحتجاز موظ�يها ، وكان ضابط الاتصال بين احمد والطلبة شيخ �ي لباس رجل الدين يدعي خوئينيها كا�أه الخميني بعد ذلك بمنصب نائب رئيس مجلس الامة ، ولهذا الشيخ سجل حا�ل بالعمالة لروسيا وهو من الشيوعيين الاوائل وكان على اتصال بالطلاب الشيوعيين بطبيعة نشاطه الشيوعي وبالطلاب الموالين للخميني بطبيعة الصدا�ة ……… الوثي�ة التي كانت تربطه باحمد ابن الخميني ، �تحركت المجموعات الطلابية من ال�ئتين �اصدة الس�ارة الامريكية و�ي ضمنها جماعة من حرس الثورة بملابسهم العسكرية او �ي ملابس الطلبة .

و�ي يوم الرابع من شهر �براير تشرين الثاني عام 1979 تم الاستيلاء على الس�ارة الامريكية �ي وضح النهار واحتجز الموظ�ين الدبلوماسيين �يها واصبحت الس�ارة �ي يد الطلبة من كل جوانبها ، حدث كل هذا �ي الو�ت الذي كان ال�ائم بالاعمال الامريكي بروس لين�ن �ي �ر�ة وزير الخارجية الايراني الدكتور ابراهيم يزدي يبحث معه حول المحادثات التي تمت بينه وبين بريجينسكي رئيس الامن ال�ومي �ي الجزائر عن العلا�ات بين امريكا وايران ، وعندما وصل الخبر إلى وزير الخارجية باستيلاء الطلبة على الس�ارة الامريكية طلب من ال�ائم بالاعمال ان لايخرج من الس�ارة ريثما تنجلى ال�برة ، وب�ي بروس لين�ن �ي الجناح الخاص بالضيو� و�ي ضيا�ة الحكومة الايرانية سنة واربعة شهور لم ي�ادر �ر�ته الا بعد ان حلت ازمة الرهائن ، وترك ايران مع اعضاء س�ارته .

وبعد استيلاء الطلبة على الس�ارة الامريكية بايام معدودة بارك الخميني رسميا عمل الطلبة ، ونعت اعضاء الس�ارة بانهم جواسيس وينتمون إلى الشيطان الاكبر ، وكانت مباركة الخميني تعني ان الدولة هي التي انضمت إلى الطلبة وهي التي تشترك �ي عملية اخذ الرهائن ، وتجلي امام العالم وا�ع النظام الارهابي الايراني ، والع�لية الارهابية الحاكمة �ي رأس مرشد الثورة . واست�ال بازركان رئيس الوزراء من منصبه لانه لم يحتمل شيئا كهذا واعتبره اهانة لدولته ولسمعته �ي العالم ، وتولى زمام السلطة مجلس �يادة الثورة واكثرهم من زمرة الخميني المعممين ، ولم يعين المجلس رئيسا للوزراء بل طلب من الوزراء الاستمرار بالعمل ومراجعة المجلس �ي اعمالهم ، وهكذا زاد الطين بلة وارتبكت امور الدولة لعدم وجود رئيس مسؤول يحكم الوزارات ، وظهرت �وة جديدة هي �وة الطلبة المحتلين للس�ارة الامريكية والذين ل�بوا ان�سهم ( التابعون للامام ) ، وشهدت ايران حالة جديدة من ال�وضى اثرت تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعية السياسة ، وكان من اهم تلك الاحوال الشاذة هي الاسرار والوثائ� التي كان الطلبة يذيعونها على الناس زاعمين انهم استولوا عليها �ي الس�ارة الامريكية ، وبما ان الس�ارة كانت تحت سلطة الطلبة الذين استولوا على اورا� الس�ارة والاختام الموجودة �يها �لم يكن من السهل كش� الوا�ع وال�ر� بين ال�ث والسمين من الوثائ� التي كانوا يذيعونها على الشعب ، وهذه الوثائ� كانت تحتوي على علا�ة بعض الساسة الحاكمين آنذاك مع الس�ارة الامريكية او المخابرات المركزية الامريكية وا�رب ما �ي الامر ان الطلبة عندما كانوا يكش�ون اسماء الشخصيات السياسية الواردة �ي تلك الوثائ� كانوا يعت�لون اولئك الاشخاص ويأخذونهم مخ�ورين إلى محكمة الثورة ، والمحكمة كانت تأمر باستجوابهم واعت�الهم تمهيدا لمحاكمتهم .

ووصل الاستهتار لدى ( الطلبة التابعين للامام ) انهم اذاعوا وثي�ة جديدة عثروا عليها �ي الس�ارة ت�ول ان السيد منياجي وزير الارشاد �د الت�ى بالس�ير الامريكي مرتين �بل نجاح الثورة ، وبعد اذاعة البيان داهم الطلبة التابعين دار الوزير �ي منتص� الليل واخذوه مخ�ورا إلى محكمة الثورة بتهمة التجسس ، والحاكم الثوري شكر الطلاب على عملهم وامر بسجن ( وزير الارشاد ) �ي احدى زنزاناتها تمهيدا لمحاكمته ، و�ي صباح اليوم التالي وعندما ذكرت الصح� ذلك الخبر هاج الشعب وماج من هذا العبث بال�انون والتلاعب بم�درات العباد وكرامة الانسان �ي ظل الجمهورية الاسلامية .

وكان الكلام الذي يردده الشعب ( اذا كان الوزير �ير مأمون �ي داره �ي اناء الليل ويل�ى ال�بض عليه من �بل شرذمة �ير مسئولة وباتهامات واهية ، والسلطة ال�ضائية العليا ترحب بذلك ، �ماذا يكون مصير الناس الدنيا ؟ واين هي الدولة ؟ واين هو الامان ؟ واين هو الاست�رار ؟ ) . ودخل الميدان الرئيس بني صدر وشد حيازيمه و�واه وارسل حرسه ورهطا من تابعيه إلى محكمة الثورة لان�اذ الوزير المسكين ، وبعد اللتيا والتي ومحادثات استمرت ساعات طوال استطاع بني صدر اطلا� سراح الوزير ، وعاد الوزير إلى داره واعلن �ي مؤتمر صح�ي �ائلا ان الطلبة التابعين شرذمة من الاوباش وما تضمنته الوثائ� حول اتصال ومحاثاته مع الس�ير الامريكي كان بعلم رئيسه وامره وتوجيهاته .

وظهر بازركان امام الصح�يين ليعلن لهم صد� �ول الوزير ، واضا� انه بدوره تل�ى التوجيهات من الامام الخميني وان الامام هو الذي امره وآخرين من اعضاء مجلس �يادة الثورة مثل البهشتي والر�سنجاني باجراء المحادثات مع الامريكان والب�اء معهم على اتصال ، وظهر البهشتي امين عام المجلس الثوري والذي والذي كان يدير د�ة الحكم بعد است�الة بازركان امام الصحا�ة ليؤيد ما اعلنه بازركان ، وظل الناس �ي حيص وبيص من هذه التصريحات التي كانت ت�ضح الخميني والخمينيين ال�ابضين على زمام السلطة باسم الثورة والاسلام .

وش�ل �كر الشعب الايراني وجهده وو�ته مهزلة الرهائن لمدة سنة واربعة اشهر كانت الحصيلة خسارة �ي اموال الشعب ت�در ببلايين الدولارات و�ي سمعة النظام الحاكم لات�در بثمن .

اما مو�� الامريكان امام هذه الازمة �كان :

1.   تحرك الاسطول الامريكي إلى المياه ال�ريبة من الساحل الايراني.

2.  التهديد باحتلال ابار الن�ط .

3.  تجميد ارصدة ايران البال�ة 9 بلايين دولار �ي البنوك الامريكية .

4.  شن الحملات الاعلامية ضد النظام الحاكم �ي ايران .

5.  ت�ديم الا�تراح إلى السو� الاوربية المشتركة بالم�اطعة الا�تصادية وو�� معاملاتهم التجارية مع ايران ، و�د ن�ذت بعض الدول هذا الا�تراح واو��ت صادراتها إلى ايران . وانذرت دول اخرى ايران بانها ست�� مع شريكاتها �ي الم�اطعة الا�تصادية اذا ما استمرت �ي حجزها للرهائن .

 

وعندما كانت الازمة �ي اوجها �ادر الشاه امريكا إلى باناما ، وبعد ان تل�ى العلاج �ي احدى مستش�يات نيويورك ، �ير ان الخميني لم ي�ير شروطه لحل الازمة وكان يطالب بالشاه الذي اصبح خارج السطلة الامريكية .ومع انني شخصيا اشك كل الشك �يما اذاعه بيرسلينجر المعل� السياسي �ي التل�زيون الامريكي بعد انتهاء مهزلة الرهائن من ان الحكومة البانامية كانت تريد ال�اء ال�بض على الشاه وتسليمه إلى ايران وان صاد� �طب زاده وزير خارجية ايران لجهله باختلا� الساعة بين البلدين ، واعلانه خبر الاعت�ال باثنتي عشر ساعة �بل الموعد المحدد ، مهد الطري� لخروج الشاه إلى مصر المحطة الامنة بالنسبة لاه ولاسرته . �حتى لو صح ما ادعاه سلينجر وكانت الحكومة البانامية مصممة على اعت�ال الشاه بعد وصول الوثائ� التي تثبت ادانته ، الا انني اشك كل الشك ان كان بوسع الحكومة البانامية تسليم الشاه إلى ايران ، ولكن من المحتمل ان الاعت�ال بحد ذاته كان يمهد الطري� لحل الازمة والح�اظ على ماء وجه الخميني امام الشعب الايراني .

و�ي يوم الرابع من شهر �براير 1979 �وجىء العالم بالمؤتمر الصحا�ي الذي ع�ده جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الامريكية ليعلن للعالم �شل خطة ان�اذ الرهائن بعد ان ارتطمت طائرة نا�لة الجنود �ي مطار صحراء طبس الايرانية الوا�عة �ي جنوب شر�ي البلاد ، بطائرة حربية اخرى و�تل طا�مهما والجنود الموجودين �يهما ، وكانت الطائرتين �ي ضمن مجموعة اخرى من الطائرات التي ارسلت إلى تلك الناحية البعيدة من طهران لان�اذ الرهائن �يها ، وكلما �يل عن الخطة واحتمال نجاحها وكتبت عنها الصح� �ي و�تها لم يتعد كونها خطة جنونية وان شئت �ل انتحارية مما جعلت كثيرا من الناس يعت�دون ان ما ادعته ايران وامريكا حول س�وط الطائرات ، والتخطيط ال�اشل لان�اذ الرهائن ، انما هو لال�اء الستار على المهمة الح�ي�ة لتلك الطائرات ، وهي ايصال المهمات العسكرية لثوار ا��انستان عن طري� نهر هيرمند ال�ريب من ذلك المطار الصحراوي الذي حدثت ال�اجعة �يه ، وكانت الاشاعات ت�ول ان هذه الامدادات كانت تصل إلى الثوار الا��ان بعلم من الحكومة الايرانية ، وعندما س�طت الطائرات ولم يكن بالم�دور اخ�ائها وت�طيتها اعلن النبأ بالصورة التي سمعها العالم ومن الجهتين الايرانية والامريكية بصي�ة واحدة ، ان هذه الاشاعة التي كانت تدور رحاها �ي ايران كانت �ي الو�ت ن�سه تعطي ذلك الانطباع الخطير لدى كثير من ابناء الشعب الايراني من ان مهزلة الرهائن انما هي مسرحية اريد منها اض�اء نوع من الوا�عية على الثورة التي كان الخميني يدعي ان ثمانين ال� شهيد راح ضحيتها والدعم الامريكي للشاه كان احدى اسباب تلك الضحايا ، ومن ثم �ان الصدا�ة التي تربط امريكا بالزمرة الحاكمة والتي يرددها كثير من الناس انما هي اشاعات لتشويه الثورة ورجالها .

اننا نسجل هنا صورة من ت�كير المجتمع الايراني بكل اجنحته حول مهزلة الرهائن ، اما كش� الوا�ع �متروك إلى الو�ت الذي يس�ط هذا النظام الجبار ويخل�ه نظام آخر يكش� سوءة سل�ه ، ومهما كان من امر �ان حادثة طبس است�لت من �بل الخميني وزمرته ضد الامريكان واجهزة الاعلام الخمينية اظهرت الحادث �ي مظهر المعاجز والكرامات وبدأت تشبه بين س�وط الطائرات الامريكية اثر العواص� الرملية بس�وط جيش ابرهة من جراء طير الابابيل التي كانت ترميهم بحجارة من سجيل ، كما جاء �ي ال�رآن الكريم . وهكذا اخذ السذج ال��ل من ابناء الشعب يطبل ويرمز ويتظاهر �ي الشوارع ابتهاجا بالنصر المبين لمرة اخرى ، و�ي الو�ت الذي كان كثير من ابناء الشعب يملأون الشوارع عرضا وطولا بالتظاهرات الصاخبة وبحماس من�طع النظير لتأييد امامهم الذي انت�م من الامريكان .

كان صاد� الطباطبائي رسول الخميني وصهره ي�يم �ي المانيا ال�ربية وعلى اتصال مستمر بالحكومة الامريكية لحل مشكلة الرهائن ، والشيء الوحيد الذي كان يطلبه الخميني هو ان تح�ظ امريكا ماء وجهه امام شعب ايران ، وتب�ى التنازلات التي ي�دمها لحل المشكلة سرية او �ي تعابير �ير م�هومة للشعب الايراني ، اما حجم التنازلات وثمنها الباهظ �لم يكن موضوع المحادثات التي استمرت ثلاثة شهور بين الطباطبائي واعضاء من وزارة الخارجية الامريكية ، لان الخميني وزمرته كانوا يريدون الحل بأي ثمن ، و�بل ان يعتلي ري�ان سدة الحكم ، وبشرط واحد ��ط هو اظهار الخميني بمظهر المنتصر �ي هزيمته النكراء ، واخيرا انتهت الص��ة بين الخميني وكارتر اما �صة تلك الص��ة �هي كالآتي :

ل�د خسر كارتر والحزب الديمو�راطي معركة الرئاسة امام رونالد ري�ان والحزب الجمهوري �الجمهوريون استعملوا �ي حملاتهم الانتخابية ازمة الرهائن واست�لها الرئيس المرشح رونالد ري�ان �ي خطبه ولم يستطع كارتر ان يدا�ع عن مو�عه الضعي� لحل مشكلة الرهائن جيدا وخسر المعركة ، و�از ر�يبه باكثرية ساح�ة ، الامر الذي اعتبره نصرا مبينا للحزب الجمهوري ورئيسه . وكان اول تصريح ادلى به الرئيس المنتخب حول ازمة الرهائن هو " ان النظام الحاكم �ي ايران يتأل� من مجموعة من الوحوش والبرابرة وليس لديه تعلي� اكثر من هذا " .

وكان الخميني والخمينيون يعلمون جيدا ان المشكلة التي خل�وها لان�سهم لم تجن لهم ثمارا �ير الشوك ولابد ان ينهوها بشكل او بآخر ، وكانوا على علم ان ري�ان اذا استلم السلطة ال�علية بعد ان تنتهي مدة رئاسة كارتر سيواجهون شخصا عنيدا لا يلين ، و�د تكون ايران اول محطة من محطات العن� على يد الرئيس الجديد الذي وصل إلى الحكم بالتهديد والوعيد ، وحل مشكلة الرهائن بأي ثمن ، كما انهم كانوا بحاجة إلى ارصدتهم المحجوزة �ي بنوك امريكا للاستعانة بها �ي شراء الاسلحة للحرب مع العرا� ، وشراء المواد الاستهلاكية ، وكان ال�حط يهدد البلاد بكارثة ، وكان الخميني وزمرته يعلمون جيدا ان مشكلة الرهائن اذا لم تحل على يد الرئيس ال�ديم جيمي كارتر �ان حلها على يد ري�ان سيكون اصعب بكثير من سل�ه مع الاخطار المحتملة اذا تأخر الحل إلى موعد استلام الرئيس الجديد للسلطة ، وكان الامريكيون يعلمون ايضا ان الخميني وزمرته يريدون الحل العاجل للاسباب التي مر ذكرها .

الا ان الن�طة الوحيدة التي كانت تهم كارتر وادارته هي حل الازمة �بل ان يترك البيت الابيض وبذلك يكون حل الازمة التي بدأت �ي عهد رئاسته على يده ايضا ، والن�طة التي كانت تهم ري�ان هو ان ي�ارن وصوله إلى البيت الابيض حل ازمة الرهائن حتى لا يواجه مشكلة يضطر لحلها باتخاذ الاجراءات العني�ة التي المح بها مما كانت تنطوي على اخطار عظيمة محتملة . وعلى اساس هذه المعادلات السياسية كان كلا من النظامين الحاكمين �ي ايران وامريكا توا�ا لحل مشكلة الرهائن �بل ان يستلم السلطة الرئيس الجديد ، ولكن ر�بة الخميني كانت اشد وا�وى ، وكان يريد حلها بالسرعة ال�صوى وبأي ثمن ، ولذلك ارسل الخميني الطباطبائي صهره و�ريبه إلى المانيا ليجري الاتصالات المكث�ة مع الامريكان ، واخذت الحكومية الجزائرية على عات�ها �ي ظاهر الامر ال�يام بدور الوسيط بين ايران وامريكا ، الا ان المحادثات الاساسية كانت تجري �ي المانيا وكانت نتائجها تصل إلى الخميني عن طري� احمد ابن الخميني وزوج ش�ي�ة الطباطبائي ، واخيرا و�بل ان يترك الرئيس كارتر البيت الابيض و�ع البلدان ات�ا�ية اطلا� سراح الرهائن واطلا� سراح الاموال الايرانية من البنوك الامريكية معا ، ولكن بهذا ال�ار� هو ان الخميني اطل� سراح كل الرهائن الموجودين �ي حوزته ، اما الامريكان �اطل�وا بعض الاموال الموجودة �ي حوزتهم ولم يطل�وا من مجموع 9بلايين دولار الا 6 بلايين ��ط وب�يت البلايين الاخرى �يد الدرس وشروط اضا�ية جديدة حتى يبت �يها �يما بعد .

واخيرا اطل� سراح الرهائن الامريكان من طهران بعد ان تعرضوا لاهانات �ير انسانية من �بل حرس الثورة �بل م�ادرتهم مطار مهر اباد ، ولكن عوضا عن ذلك كارتر إلى المانيا الاتحادية ممثلا عن الرئيس الجديد الذي ش�ل منصبه �ي ن�س اللحظة التي اطل� �يها سراح الرهائن ليكون �ي است�بال الركب الحزين .

وبعد وصول الرهائن إلى واشنطن وحضور الح�ل الكبير الذي ا�امه رئيس الولايات المتحدة الامريكية على شر�هم وسلامة وصولهم ، ذهب كل رهينة إلى بلدته ليست�بل �يها است�بال ال�اتحين ويل�ي محاضرة على المتجمهرين عن التوحش والبربرية ون�ض العهد والمواثي� التي شهدوها �ي الجمهورية الاسلامية الايرانية و�ي ظل نظام يحكمه الكهنوت الاسلامي واستمع الشعب الامريكي بكامله عن طري� �نوات التل�زة والاذاعة إلى احاديث الرهائن ، واتخذوا اعداء الاسلام تلك المحنة ذريعة للنيل من الاسلام بالتهكم الجارح والن�د اللاذع والص�ت بالشريعة المحمدية السمحاء من التهم الكاذبة الكثيرة وشنعت عليها ما استطاعت إلى التشنيع سبيلا .

وهنا اختم هذا ال�صل باعطاء ت�ييم عن مهزلة الرهائن من الناحيتين الاخلا�ية الاسلامية والسياسية لتعر� الاجيال ال�ادمة والحاضرة مدى الخسارة العظيمة التي الح�ها الخميني بايران وسار الخمينيون على نهجه .

لاشك ان الاسلام يامر باحترام المواثي� والعهود ، وهناك عهد وات�ا�ية وموث� بين ايران والدول الاخرى ينص على احترام المو�دين العاملين �ي س�اراتهم وح�ظ جاليتهم ود�ع الاذى عنهم ، و�د نصت هذه الات�ا�ية على حصانتهم حتى اذا ارتكبوا خطأ يت�اير مع �وانين البلاد ولم يكن من اللائ� على دولة تحترم ن�سها ومواثي�ها وعهودها ان تضرب ص�ح الحائط العهود والمواثي� المبرمة مع الآخرين ، ولكي ا�يم برهانا واضحا على رأي الاسلام الصريح �ي احترام العهود والمواثي� ، استشهد بآيات من ال�رآن الكريم لكي تكون شاهدا وبرهانا واضحا على نظرة الاسلام �ي هذا المضمار :

ت�ول الآية الكريمة من سورة المائدة :

"  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْ�ُواْ بِالْعُ�ُودِ "

"  �َدْ أَ�ْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) "

ونرى بوضوح كي� ان �ي الآية الاولى يأمر سبحانه وتعالى الو�اء بالع�ود المبرمة بين المتعا�دين و�ي سورة المؤمنون يجعل من شروط الايمان الرعاية للعهد .

واما الاخلا� ال�اضلة ��د ت�رض على الدولة حماية الذين يعيشون �ي كن�ها وان لاتكون كما ي�ول المثل حاميها حراميها ، �ليس من الاخلا� بشيء ان ت�وم الدولة با�تحام الدار على جماعة عزل من السلاح و�يهم النساء والاط�ال لايستطيعون الد�اع عن ان�سهم ، وتهددهم بال�تل وتذلهم وتعذبهم بابشع انواع التعذيب بحجة ان حكومة هؤلاء ا�تر�ت السيئات بالنسبة لبلادها ، والآية الكريمة ت�ول : " وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " ولذلك عندما كان الخميني يتبجح بمحاكمة بعض الرهائن بتهمة التجسس وكان يلمح باعدام بعضهم اذا لم يعاد الشاه وامواله إلى ايران ، كان السؤال الذي يطرح عليه دائما ولم يجب عليه ابدا لماذا لم يطل� سراح �ير الجواسيس ؟ ولماذا لايحاكم الجواسيس اذا كانوا جواسيسا ح�ا ؟ وكي� يتهم بالتجسس من لم تثبت ادانته ؟ وكي� يهدد بالاعدام من لم ي�دم للمحاكمة حتى الآن ؟ ثم ما هذه الم�ايضة بين متهم بالتجسس لم تثبت ادانته والشاه الذي ثبت عليه الا� التهم ؟ ثم ما هي البطولة من مداهمة من لاحول له ولا�وة واعتبار هذا العمل المشين والمهين للانسانية عملا بطوليا واعتباره اهم من الثورة الاولى ، ان هذا الانحطاط �ي درك الم�اييس الاخلا�ية كان السبب �ي الدرك الاس�ل التي وصلت اليه اخلا� مجموعة من ابناء الشعب الايراني سموا ان�سهم بتابعي الامام وذلك �ي دركها المعاكس لاخطر واهم الاسس الثابتة للاخلا� بحيث اصبح كثير منهم ينظرون إلى تلك الهمجية البربرية التي شاركوا �يها بنظرة بطولية كبرى ، وكانوا يص��ون تص�ي�ا حارا لكل ما جرى من ظلم وتعس� على اناس لم يستطيعوا الد�اع عن ان�سهم حتى بكلمة تخرج من ا�واههم . وكم يكون ال�ر� كبيرا بين دستور الاسلام الح�ي�ي الذي نص عليه ال�رآن الكريم مخاطبا الرسول العظيم :

" وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ �َأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِ�ْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ �َوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ "

حيث امر الله تعالى رسوله باعطاء الامان للمشرك الذي يكون �ي حمايته وكن�ه ويأمره بأن يبل�ه إلى بيته ومأمنه سالما بدون ان يلا�ي اذى واضطهادا ، من أي احد ، وبين ما ارتكبته الزمرة الخمينية باسم الدين . صحيح ان السياسة الامريكية �ي ايران طيلة 25عاما ، أي منذ س�وط مصد� حتى س�وط الشاه كانت اذلال الشعب الايراني وتأييد الشاه ، والتدخل �ي شئون ايران الكبيرة والص�يرة ، ثم است�لال ايران سياسيا وا�تصاديا بحيث جعل من ايران مستعمرة ي�عل الامريكان �يها ما يشاؤون ويحكمون  ما يريدون ، لذلك �ان اهم الاسباب الرئيسية التي اطاحت بالشاه هي الاستياء العام الذي حصل لدى الشعب من تدخل الامريكان �ي شئون بلادهم ، والذي كان اوضح معالمها �انون الحصانة الامريكية الذي سنه المجلس النيابي الايراني والذي كان �ي وا�عه اهدارا لكرامة الامة الايرانية ، ثم تأييد الامريكان للشاه طيلة حكمه الذي دام خمسة وعشرين عاما ، كما ان ال�مع الدموي الذي كان يتعرض له الشعب على يد هذا الاخير �د سجل �ي سجل التدخل الامريكي �ي شؤون ايران الداخلية وار�ام الشعب على �بول نظام موال لامريكا . ان تأييد الحكومات الامريكية المتعا�بة للشاه وما صدر من هذا الاخير تجاه وطنه وشعبه بمساعدة ومباركة الامريكان لايبرر ابدا الاستيلاء على الس�ارة وحجز موظ�يها سواء للانت�ام من السياسة التي اتبعتها امريكا �ي ايران او لتسليم الشاه اليها ، بل كان عملا طائشا ينمو من اللا مسئولية والح�د وال�باء والجهل ، ولا سيما وان هذا العمل كان يهدد الدبلوماسيين الايرانيين الموجودين �ي امريكا بن�س المصير ، �لو كانت الحكومة الامريكية تريد ان ت�وم بالمعاملة بالمثل وتحجز 200 دبلوماسي ايراني كانوا آنذاك �ي امريكا أي اربعة اضعا� الدبلوماسيين الامريكان المحجوزين �ي طهران لكانت مشكلة الرهائن تنتهي بين عشية وضحاها ، كما انتهت بأ�ل من ذلك عندما اراد الخميني ان يرتكب ن�س الجريمة مع الدبلوماسيين العرا�يين �ي الاهواز وخرمشهر �لم تمض 24ساعة على احتجازهم حتى وصل إلى علم الخميني بصورة مؤكدة انه اذا لم يطل� سراحهم �ي خلال 24 ساعة ��ط �ان الدبلوماسيين الايرانيين �ي العرا� سيلا�ون ن�س المصير ، �ار�م على اخلاء سبيلهم وترحيلهم بطائرة خاصة إلى ب�داد ، ولكن الامريكان لم يعملوا بالمثل الامر الذي �سر بعدم الاهتمام الح�ي�ي ل�ضية الرهائن او لان ادامة المهزلة تضمن مصالحهم اكثر من حلها بسياسة العمل بالمثل �لم يكن باستطاعة الحكومة الامريكية تجميد 9 بلايين دولار لمدة سنة ونص� بدون ان يد�ع على مثل هذا المبل� الكبير ارباحا تصل إلى ال�ين مليون دولار اذا حلت مشكلة الرهائن بين عشية وضحاها ، ثم لم يكن بم�دورها ايضا ان تؤدب نظام الخميني وتجعل منه العبرة وتر�مه على الخضوع والخشوع امام ( الشيطان الاكبر ) على حد تعبيره حتى يخرج من المأز� الذي صنعته يداه ، ولعل الخميني وزمرته لم يدركوا حتى الآن ان ترك الدبلوماسيين الايرانيين احرارا �ي امريكا يسرحون ويمرحون �ي ال�ارة الامريكية بطولها وعرضها �ي المدة ن�سها التي كان الدبلوماسيين الامريكيين محجوزين �ي س�ارتهم بطهران كان جزء من الخطة التي لم يكتش� حتى الآن كل ابعادها . ولذلك استمر الدبلوماسيون الايرانيون �ي اعمالهم حتى ان �طع كارتر العلا�ة الدبلوماسية مع ايران وذلك اثر �شل خطة تهريب الرهائن بس�وط الطائرات الامريكية �ي طبس �حملوا على م�ادرة امريكا . و�بل ان اختم هذا ال�صل لابد من الاشارة إلى عدة ح�ائ� اخرى .

اولا : خسرت ايران من مهزلة الرهائن التي عر�ها مرشد الثورة بانها ثورة �ي ثورة ما ي�ارب من ال�ين مليون دولار وهي الارباح المتعل�ة ب�9بلايين دولار التي جمدت �ي جست منهاتن بنك وبنوك امريكية اخرى لمدة 444يوما وهي الايام التي كان اعضاء الس�ارة الامريكية �ي رهينة الخميني .

ثانيا : خسرت ايران ملايين الدولارات بسبب الحصار الا�تصادي الذي �رضته عليها الدول الاوربية بض�ط من الحكومة الامريكية .

ثالثا : خسرت ايران بلايين الدولارات بسبب الازمة الا�تصادية الداخلية والناجمة عن الحصار الا�تصادي وتضيع الو�ت والجهد الذي صر� �ي التظاهرات اليومية التي ادت الى تعطيل مئات المعامل والمؤسسات المالية .

رابعا : خسرت ايران كرامتها الدولية امام العالم وعر�ت ن�سها بانها لاتحترم مواثي�ها وعهودها الدولية .

نترك ايران وخسارتها جانبا لنسأل عن الخسائر التي الح�ت بامريكا بسبب ما حدث لموظ�ي س�ارتها �ي طهران ، يكون الجواب على النحو التالي :

امريكا لم تخسر شيئا على الاطلا� ، وهنا لابد من طرح سؤال آخر ، اذا كانت ايران خسرت كل شيء وامريكا لم تخسر اي شيء ، وهذا يعني ان المست�يد من العملية هم الامريكان والخاسرون هم الايرانيون ، �من الذي وضع هذه الخطة ؟ وهل كانت نتيجة لجهل الخميني وزمرته ؟ ام لخيانة ارتكبوها ؟ ام ان العملية كانت من صنع المتحكمين �ي الا�تصاد العالمي على يد الزمرة الحاكمة �ي ايران ؟

ان الح�ي�ة التي لاشك �يها ان ارصدة ايران كانت تودع �ي جست مانهاتن بنك الذي يملك اكثر اسهمه روك�لر وعائلته ، واختيار جست مانهاتن بنك لم يكن اعتباطا او صد�ة بل كان بأمر الشاه الذي كانت تربطه الصدا�ة الحميمة بروك�لر وعائلته ، و�د سب�ت تصريحات من �بل الحاكمين �ي ايران �بل ازمة الرهائن باسابيع �ليلة ان ارصدة ايران �ي البنوك الامريكية وخاصة جست مانهاتن بنك �د تن�ل الى بنوك اوروبية ، كما ان بعض الجرائد الايرانية اثارت الشكوك حول الموضوع ولاشك ان مثل هذا المبل� الضخم اذا كان يسحب د�عة واحدة من جست مانهاتن بنك لكان ضربة �اصمة اليه والى الكثير من المؤسسات المالية الامريكية العظيمة التي تتعامل مع البنوك المذكورة . وايران الثورة كانت تعيش �ي حالة من ال�وضى والارتباك ، وال�رارات كانت تتخذ �ي اماكن عديدة ومن اناس �ير مسئولين و�ير مدركين بشؤون الحكم والسياسة وكثير منها كانت تت�اير مع المنط� والع�ل .

ومن هنا لم يكن من السهل مجابهة خطر سحب الارصدة بل�ة المنط� والع�ل والمعادلات الا�تصادية كما انه لم يكن من السهل تجميد تلك الاموال بلا مبرر �انوني ي�بله العالم ولايضر بسمعة البنوك الامريكية التي تستوعب ارصدة اجنبية عظيمة ، �الحاجة كانت ملحة إلى مسرحية عالمية كبرى تبرر تجميد الارصدة الايرانية و�� ال�انون ومباركة المجتمع البشري لمثل ذلك ال�انون ، ولذلك لانجد �رابة ان روك�لر صاحب الاسهم الكبيرة �ي جست منهاتن بنك الذي تكدست �يه البلايين من ارصدة ايران ، وصدي�ه هنري كيسنجر هما اللذان مهدا الطري� لدخول الشاه إلى امريكا ، و�د ثبت �يما بعد ان الادارة الامريكية كانت تعلم بردود �عل النظام الايراني اذا ما وصل الشاه إلى بلادها ، وانها كانت تعلم ان ردود ال�عل ستكون حادة وعني�ة ، ومع ذلك وا�� رئيس الولايات المتحدة الامريكية بدخول الشاه إلى بلاده " لاسباب انسانية " على حد تعبيره .

وبعد ايام من وصول الشاه إلى نيويورك سيطر الطلبة التابعين للامام على الس�ارة الامريكية وهدد الطلبة الرهائن وموظ�يها بال�تل او المحاكمة بتهمة التجسس ، وثار الشعب الامريكي واعتبر الامر اهانة لكرامته ، وو�� العالم يشارك الشعب الامريكي �ي مو��ه من هذا العمل الذي ي�اير مع كل الاعرا� الدولية ، ودخل الاسطول الامريكي مياه الخليج ، واصدر جيمي كارتر �راره بتجميد الارصدة الايرانية �ي بنوك امريكا ، و�رت عيون روك�لر وكبار المصر�يين المتحكمين �ي الا�تصاد الامريكي والعالمي من وراء الكواليس .

اما الطلبة التابعون للامام الذين احكموا الطو� على الس�ارة الامريكية ومن �يها �كانوا �ي ش�ل عن كل هذا يسمرون �ي الليل ويعربدون �ي النهار وكان همهم الاول والاخير ان يظهروا بمظهر البطولات الكبرى لانهم استطاعوا بارشاد الامام العظيم السيطرة على ( اناس بكماء لاي�درون على شيء ) باسم جواسيس الشيطان الاكبر . و�د استطاعت هذه الشرذمة من السو�سطائيين ان ي�بلوا موازين الاخلا� �ي المجتمع الايراني ، �لذلك لم يعر احد من ابناء الشعب اهتماما بالخبر الحزين الذي نشرته الصح� الايرانية والذي جاء �يه ان احدى الطالبات التابعات للامام والتي كانت ضمن المسيطرات على الس�ارة الامريكية �د �تلت برصاصات اخيها �سلا للعار ، ومع ان الصح� المحت ان الطالبة تلك كانت على علا�ة �رامية باحد الرهائن الامريكان وادت العلا�ة إلى ما لايحمد ع�باه �كان من خزي ومن عار ، الا ان الاجهزة الاعلامية �ي ايران مرت على تلك الحادثة الحزينة مر الكرام لاجل ارضاء الخميني وح�ظ شر� تابعيه ، والشعب بدوره لم يدرك م�زى  ما حدث وما كان يحدث باسم الاسلام والدين �ي ارو�ة الس�ارة الامريكية ، و�د ثبت �يما بعد ان الطلبة التابعين للامام كانوا يشربون الخمور الموجودة �ي ا�بية الس�ارة حتى الثمالة �ي اناء الليل لكي تعينهم على العربدة �ي الابوا� المنصوبة على ابواب الس�ارة �ي اطرا� النهار .

 

كتاب الثورة البائسة للدكتور الشيعى موسى الموسوى